رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الشرقية تودع أكبر محفظة للقرآن الكريم.. وفاة الشيخة توحيدة عثمان بعد رحلة 70 عامًا في خدمة كتاب الله

ادم صالح

الأربعاء, 18 ديسمبر, 2024

02:49 م

الشيخة توحيدة

فقدت محافظة الشرقية، ومركز كفر صقر تحديدًا، اليوم الشيخة توحيدة عثمان علي علي، أكبر محفظة للقرآن الكريم، عن عمر يناهز 70 عامًا، بعد رحلة طويلة ومشرفة في تعليم وتحفيظ كتاب الله، كانت خلالها رمزًا للتفاني والإخلاص في خدمة القرآن الكريم.

وقد شيّع الآلاف من أهالي مركز كفر صقر والقرى المجاورة جثمان الشيخة توحيدة في جنازة مهيبة، حيث عبّروا عن حزنهم الكبير لرحيلها، مشيرين إلى أنها كانت مثالًا نادرًا للتفاني والكرم العلمي.

نشأة مبكرة مع القرآن الكريم

بدأت الشيخة توحيدة عثمان رحلتها مع القرآن الكريم في سن مبكرة؛ إذ أتمت حفظه كاملًا وهي في التاسعة من عمرها على يد معلمتها الشيخة زينب أحمد بركات. وبفضل شغفها وإيمانها بأهمية تعليم القرآن، التحقت بعد ذلك بـ الأزهر الشريف لتعمل محفظة للقرآن الكريم في معهد الشرقاية بكفر صقر.

بيتها.. مدرسة لتحفيظ القرآن

جعلت الراحلة من منزلها كُتّابًا قرآنيًا مفتوحًا أمام التلاميذ من مختلف القرى والمراكز المحيطة.

وكانت تبدأ يومها منذ صلاة الفجر ولا تتوقف حتى الساعة العاشرة مساءً في رحلة التسميع والتحفيظ.

وعلى الرغم من مجهودها الكبير، كانت دائمًا تقول بتواضع: "هذا على قدر طاقتي، واستغفر الله عز وجل دوما على التقصير تجاه القرآن الكريم".

مئات التلاميذ.. ونجاحات متعددة

على مدار عقود من الزمن، تتلمذ على يد الشيخة توحيدة عثمان المئات من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد معلمين وأساتذة في التدريس وأطباء ومهندسين وقضاة وأئمة في محافظة الشرقية وغيرها من المحافظات.

الشيخة توحيدة عثمان.. نموذج يُحتذى به

كانت للفقيدة ورد يومي يصل إلى 10 أجزاء من القرآن الكريم، ما يعكس حرصها الدائم على الارتباط بكتاب الله وتعليمه.

رحلت الشيخة توحيدة عثمان بعد أن تركت وراءها إرثًا خالدًا من الحب والتقدير والاحترام في قلوب محبيها وتلاميذها، ومكانة كبيرة بين أهل القرآن الكريم.